انتهاء صلاحية نموذج 40/60: معيارٌ جديدٌ للاستثمار
لطالما اعتُبر النموذج التقليدي 40/60 (60% أسهم و40% سندات) المعيار الذهبي للاستثمار، إذ كان يستند إلى الترابط العكسي بين الأسهم والسندات لتخفيف التقلّبات. لكن في البيئة الحالية التي تتّسم بارتفاع التضخّم وأسعار الفائدة، غالباً ما تتحرّك هاتان الفئتان من الأصول في الاتجاه نفسه، ما يُضعف تأثير التنويع.
وفي الرسالة السنوية لعام 2025 التي وجهها لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة BlackRock، للمستثمرين، دعا إلى اعتماد نموذج 20/30/50 (50% أسهم و30% سندات و20% أصول خاصّة).[2] ويعكس هذا التوجّه إدراكاً متزايداً لأهميّة الأسواق الخاصّة في إتاحة التنويع الحقيقي وتحقيق العوائد والمساهمة في مواجهة التضخّم.
قوّة الأسواق الخاصّة في تعزيز مرونة التقاعد
أصبحت الأسواق الخاصّة، التي تشمل الأسهم الخاصّة والائتمان الخاصّ والعقارات والبنية التحتيّة، عنصراً أساسياً في المحافظ التقاعديّة الحديثة. ففي ظلّ التحديات المستمرّة التي تواجه الأصول العامة التقليديّة، توفّر الأسواق الخاصّة مصادر عوائد متميزة وارتباطاً أقلّ بالأصول المدرجة في البورصة وحمايةٍ أقوى في أوقات الأزمات.[3]
الأسهم الخاصّة: من خلال الاستثمار في شركاتٍ غير مدرجةٍ في البورصة، يتمكّن المستثمرون من اقتناص فرص نموٍ غير متوافرةٍ في الأسواق العامّة والاستفادة من "علاوة انعدام السيولة"، وهي تعويضٌ إضافيٌّ للاستثمار في أصولٍ يصعب تداولها على المدى القصير.
الائتمان الخاص: يشمل هذا النوع من الاستثمارات إقراض الشركات الخاصّة ويتيح دخلاً منتظماً للمستثمرين. وغالباً ما تكون هذه القروض مضمونةً بأصول المقترض.
استثمارات البنية التحتيّة: إنّها أصولٌ كالطرقات والمطارات ومرافق الطاقة المتجدّدة، وهي تتيح تدفّقاتٍ نقديّةٍ مستقرة وقابلة للتوقّع وتشكّل مصدراً للدخل المحمي من التضخّم.
في The Family Office، ندرك أنّ الاستثمارات في الأسواق الخاصّة تتطلّب اختياراً دقيقاً وبذل العناية الواجبة. لا نركّز فقط على العوائد الظاهرة، بل نعطي الأولويّة للتنويع العالمي وتخفيف المخاطر والوصول إلى أفضل الفرص في الأسهم الخاصّة والائتمان الخاصّ والعقارات والبنية التحتيّة. وتهدف استراتيجيّتنا إلى تعزيز مرونة المحفظة، وتحقيق دخلٍ منتظمٍ ونتائج مستدامة على المدى الطويل في ظل عدم اليقين السائد في الأسواق.
قوّة الاستثمار المبكر في الأسواق الخاصّة
في التخطيط للتقاعد، يُعدّ الوقت أعظم أصول المستثمرين. فالاستثمار المبكر في الأسواق الخاصّة يُضاعف تأثير المراكمة، ما يمنح فرصة تحويل المبالغ الأولية المتوسّطة إلى أصولٍ تقاعديّةٍ كبيرة. وعلى عكس الادخار النقدي الذي يحافظ فقط على القيمة الإسميّة، تتيح الاستثمارات عالية الجودة في الأسواق الخاصّة الوصول إلى فرص نموٍ متميزة. ويُسهم البدء المبكر أيضاً في الاستفادة القصوى من علاوة انعدام السيولة، ما يعزّز الأساس لتحقيق استقرارٍ مالي طويل الأمد.
تحليل سيناريو: تأثير الاستثمار المبكر في الأسواق الخاصّة
عند التخطيط للتقاعد، من الضروري النظر في كلّ من إمكانيات النمو وتآكل القوّة الشرائيّة مع مرور الوقت. فالتضخّم وارتفاع التكاليف يقلّلان تدريجياً من القيمة الفعليّة للأموال، ما يعني أنّ 500 ألف دولارٍ اليوم لن تحتفظ بنفس القوّة الشرائيّة بعد 10 أو 20 أو 25 عاماً.
يعرض السيناريو التالي التأثير التراكمي للاستثمار المبكر في الأسواق الخاصّة:
(احتُسبت العوائد باستخدام معادلة الفائدة المركّبة A = P(1 + r)^t حيث r = 10%)
في حين أنّ الاحتفاظ بمبلغ 500 ألف دولار نقداً قد يحافظ على قيمتها الإسميّة، إلّا أنّ قوّتها الشرائيّة ستتراجع تدريجياً في بيئةٍ تضخميّة. في المقابل، يساهم الاستثمار المبكر في الأسواق الخاصّة في تخفيف تأثير التضخّم وتحقيق نمو طويل الأجل وتحسين القدرة الشرائيّة في المستقبل.
استخدموا حاسبة التقاعد من The Family Office لتقدير دخلكم التقاعدي المتوقع وتصوّر السيناريوهات واتخاذ الخطوة الأولى نحو مستقبلٍ مالي أكثر استقراراً.
خطّطوا لمستقبلكم اليوم
يتطلّب بناء محفظة تقاعديّة قويّة رؤيةً بعيدة المدى وانضباطاً ماليّاً وشركاء استراتيجيين موثوقين. في The Family Office، نقدّم للمستثمرين حلولاً مخصّصة في الأسواق الخاصّة تتماشى مع التقلبات الحاليّة في الأسواق.
فريقنا جاهز لمساعدتكم في تصميم محفظة تتوافق مع أهدافكم التقاعديّة طويلة الأجل وتتكيّف مع التغيّرات المستمرّة في الأسواق. حدّدوا موعداً الآن.