توقعات خفض أسعار الفائدة
الزيادات الكبيرة لأسعار الفائدة من قبل البنوك المركزيّة في 2023 أثّرت سلباً على نشاط الصفقات. مع ذلك، وفي ظلّ التوقعات حول خفض الأسعار خلال 2024، يُتوقّع أن تتحسّن جاذبيّة صفقات الأسهم الخاصّة، ما قد يتيح فرصاً استثماريّةً جديدة ضمن هذه الفئة من الأصول.
الاحتياطيات النقديّة القياسيّة تعزّز عقد الصفقات
تمتلك شركات الأسهم الخاصّة حاليّاً رأسمالٍ ضخم غير مُستثمر بقيمة 2,59 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى سُجّل في التاريخ.[1] تُشكّل هذه "البودرة الجافّة" الدافع الأساسيّ لنشاط عقد الصفقات، ما قد يتيح التعرّض لمجموعة كبيرة من الصفقات في العام المقبل.
اهتمام المقرضين المتجدّد بالتمويل
بعد فترة من الحذر، يتجدّد حاليّاً استعداد المقرضين لتمويل صفقات الأسهم الخاصّة، خصوصاً تلك التي تتميّز بمتطلبات أدنى للقروض. أفادت Bloomberg في يناير بأنّ "بنوك وول ستريت بدأت بالتوجه لإعادة تمويل قروض تتيحها شركات الائتمان الخاصّ لصفقات تشمل استحواذ KKR على وسيطة التأمين الفرنسيّة April Group واستحواذ EQT على شركة خدمات المعايرة Trescal."[2]
الضغط للتخارج من الاستثمارات يحفّز النشاط
إنّ شركات الأسهم الخاصّة حريصة أيضاً على إعادة رأس المال المُستثمر إلى مستثمريها بعد عام صعب للتخارج في 2023. مثلاً، بلغت قيمة الأصول التي اشترتها شركات الأسهم الخاصّة الأمريكيةّ أو باعتها العام الماضي 871 مليار دولار فقط، وهو أدنى مستوى منذ 2016 وفقاً لشركة PitchBook لتزويد البيانات.[3] وبحسب الشركة الاستشاريّة Bain & Co، بلغ عدد صفقات التخارج العالميّة للأسهم الخاصّة في الربع الماضي أدنى مستوى له تقريباً منذ عقد من الزمن.[4]
التقارب في التقييمات
عدّل كلّ من المشترين والبائعين توقعاتهم حول التقييمات في 2023، ما قلّص الفجوة وسهّل عمليّة التفاوض حول الصفقات. بالطبع، ارتفعت وتيرة الصفقات في النصف الثاني من 2023 مع استقرار الأوراق الماليّة المتداولة في البورصة، والتي تشكّل أساساً للتسعير لمثل هذه الصفقات الثانويّة، وبدء عدد كبير من الصناديق الثانويّة باستثمار المزيد من رأس المال، ما رفع طلبات الشراء إلى مستويات شجّعت البائعين على التحرك.
التصفية الإستراتيجيّة للشركات تتيح نقاط الدخول
عمليّات تجزئة الشركات، عندما تستحوذ شركة أسهم خاصّة على قطاع أعمال من شركة كبرى، تكتسب الزخم وتقدّم خيارات استثمار جذابة. وغالباً ما تقدّم عمليّات التجزئة هذه أسساً صلبة للشركات الراسخة، ما قد يتيح تعرّض المستثمرين لأصولٍ ناضجة تستهدف النموّ ضمن محافظهم.
التموضع الإستراتيجي قبل الانتخابات يخلق شعوراً بالإلحاح
الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة المقبلة في نوفمبر 2024 قد تحفّز شركات الأسهم الخاصّة على تسريع عمليّات البيع في النصف الأوّل من العام. أفادت Bloomberg بأنّ شركات الأسهم الخاصّة "تدرس سيناريوهات تساعدها على إجراء الكثير من عمليّات البيع قبل حلول الصيف، لاستباق أيّ اضطرابات في السوق" نتيجة التصويت في نوفمبر.[5]
الخلاصة
بالمجمل، تبدو التوقعات حول الأسهم الخاصّة في 2024 متفائلةً لكن بحذر. وفي حين أنّ النشاط قد لا يبلغ المستويات القياسيّة التي سجّلها في السنوات الأخيرة، يشير توافر السيولة والكثير من العوامل الرئيسيّة الأخرى إلى احتمال تحقيق نموّ كبير مقارنةً مع 2023.