في سؤال الى معالي الأستاذ أحمد الحقباني حول الفرق بين الرقمنة والتحول الرقمي، أوضح أنّ الرقمنة هي تحويل الأصول المعلوماتية والإجراءات إلى نسخة تقنية منها، وهو ما تتّبعه كثير من المنشآت والمؤسسات في بداية رحلة تحوّلها الرقمي. أمّا التحوّل الرقمي بمفهومه الشامل، فهو تحويل طبيعة تنفيذ الأعمال داخل هذه المنشئات، وإعادة النظر في كيفيّة تنفيذ الأعمال وخدمة العملاء والتعامل مع الموردين. يساعد التحوّل الرقمي في إيجاد قيمة مضافة للشركة التي تسمح لهم بالدخول إلى أسواق جديدة وتقديم منتجات جديدة، فلذلك التحول الرقمي هو مفهوم أشمل من الرقمنة.
في سؤال إلى معالي الأستاذ أحمد بن سفيان الحسن حول الفرق بين التحوّل الرقمي في القطاع الخاص وفي القطاع العامّ، كشف عن أهداف رئيسية مشتركة من أي عملية تحول رقمي سواء أكانت في القطاع الخاص أو القطاع العام: أولاً رفع الكفاءة والإنتاجية، وثانياً خفض التكاليف وتحسين تجربة المستخدم. كون القطاع الخاصّ ربحي يسعى إلى تعظيم الأرباح، يكون التركيز على رفع الكفاءة والإنتاجية وتخفيض التكلفة. بينما في القطاع العام، كونه أكثر شمولية وخدماتية، فيركّز على زيادة الكفاءة والإنتاجية لخدمة أكبر عدد من المستفيدين.
قدّم السيّد أيمن الراشد، الرئيس التنفيذي للشركة السعوديّة للذكاء الاصطناعي "سكاي"، لمحة عن الذكاء الاصطناعي والقطاعات التي يُمكن الاستفادة منه فيها، بخاصّة في السعودية. الذكاء الاصطناعي هو أحد التقنيات التي تساعد في التحول الرقمي. التحول الرقمي يركّز على أتمتة بعض الأعمال وزيادة الإنتاجية، أمّا الذكاء الاصطناعي فيحاكي ذكاء الإنسان. يصبح للآلة نظرة: تناظر وتسمع وتحلل وتعطي نصائح. ثمّة فرق بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، إذ دائما ما كنا نرى أنّ التقنيات القديمة تغيّر الأعمال الروتينية وتؤدي إلى الأتمتة، أمّا الذكاء الاصطناعي فمفهوم مختلف لا يستهدف الوظائف الروتينية، بل الوظائف التي تحتاج إلى إبداع أو تفكير عميق. أكثر القطاعات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي قبل غيرها هي القطاعات التي تتوفر فيها البنية التحتية الصحيحة وتكون فيها الإجراءات واضحة كالقطاع المصرفي والقطاع الصحي.
في سياق الحديث، تطرّق معالي الأستاذ أحمد الحقباني أيضاً إلى التحديات التي يواجهها التحول الرقمي في القطاعَين الخاصّ والعامّ، والناجمة عن عدم توافر استراتيجية واضحة للتحوّل الرقمي، بل مشروع شراء تقنيات أو تبني تقنيات، ومقاومة التغيير بحيث يتخوّف البعض من استبدالهم، ونقص الخبرات، واعتبار تكاليف التحوّل الرقمي مرتفعة. الاختلاف بين القطاعين هو سهولة الحصول على القدرات أو الخبرات في القطاع الخاص مقابل توافر تمويل أكبر في القطاع العامّ.
كشف معالي الأستاذ أحمد الحسن أنّ التحوّل الرقمي مسيرة وليس مشروعاً قصير المدى. بالنظر إلى طبيعة عمل القطاع الخاصّ، نرى أنّه يركّز على أرباح ومراحل معيّنة ما لا يتوافق كثيراً مع رحلة التحوّل الرقمي. أحد أهم الدروس التي يُمكن بالتالي تعلّمها من القطاع العامّ هو النظرة الاستراتيجية للتحول الرقمي بعيداً عن الأرباح والنتائج الفصلية والسنوية. غير أنّه يُمكن للقطاع العامّ أن يتعلّم من سعي القطاع الخاصّ إلى تحقيق الأهداف بشكلٍ سريع.
قال السيّد أيمن الراشد أنّ السعوديّة من أكثر الدول المتقدمة فيما يخصّ الحكومة الإلكترونية، سواء مع "أبشر" أو "توكلنا" أو كثير من التطبيقات التي ليس لها مثيل في أي دولة ثانية. هذا فيما يخص القطاع الحكومي، أمّا بالنسبة إلى القطاع الخاصّ، فبعض الشركات الضخمة توانت في السابق عن جمع وتخزين بياناتها ما أخّر قدرتها الحاليّة على تطوير أنظمة أو تقنيات جديدة لتتمكن من اعتماد الذكاء الاصطناعي.
تفضلوا بمشاهدة الندوة الكاملة أعلاه للمزيد حول التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، وأهمية الأمن السيبراني، والنصائح إلى جيل الشباب.