ما هو حصر الإرث؟
إنّ حصر الإرث هو إجراء قانوني مطلوب في معظم البلدان للاعتراف رسميّاً بورثة التركة، ويجب أن يُجرى قبل أن يوزّع منفّذ الوصيّة الأصول التي امتلكها الشخص المتوفّي. يُعدّ هذا الإجراء ضرورياً سواء ترك الفرد وصيّة صالحة أم لا، وتشمل المصطلحات التوثيقية "إتاحة حصر الإرث" و"إتاحة إدارة التركة" حسب الظروف.
تبدأ هذا العمليّة في بلد إقامة الشخص المتوفّي، وينبغي عند انتهائها أن تعترف بها محاكم تحقيق الوصايا في جميع الدول التي توجد فيها الأصول. وفي حين تسمح بعض البلدان بالتقدير في تطبيق الإجراء الرسمي، إلّا أنّ ذلك ينطوي عموماً على خطر مواجهة تحديات قانونيّة، كما تطلب معظم المؤسسات الماليّة الوثائق الرسميّة لحصر الإرث للإفراج عن الأموال. يمكن أن تتراوح مدّة إجراء حصر الإرث بين أسابيع وعدة سنوات، خصوصاً في الحالات التي تكون فيها التركة معقّدة أو غير مُهيكلة أو موضوع نزاع.
متى يطبق حصر الإرث؟
عادةً ما يُطلب حصر الإرث بعد معظم الوفيّات بغضّ النظر عمّا إذا وجدت وصية، ولكن هناك بعض الاستثناءات كما هو الحال في المملكة العربيّة السعوديّة حيث تُقسّم الأصول وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلاميّة من دون الحاجة إلى حصر الإرث. تُعرض هذه التقسيمات بعد ذلك على المحاكم الدوليّة في الدول التي توجد فيها الأصول.
تخضع جميع الأصول ضمن تركة الشخص المتوفّي، بما في ذلك الحصص في الشركات، إلى عمليّة حصر الإرث، إلّا إذا كانت مُرتبطة بهيكليّة كصندوق ائتماني أو مؤسسة حيث لا تكون الأصول مُسجّلة باسم الفرد ولا تُفرض عادةً إجراءات قانونيّة إضافيّة عند وفاة المالك.
تداعيات حصر الإرث
يمكن أن تكون عمليّة حصر الإرث طويلة ومرهقة، خاصّةً للتركات الدوليّة، ويمكن أن تستوجب دفع رسوم قانونيّة وقضائيّة مرتفعة، ما قد يؤدّي إلى تآكل قيمة التركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه العمليّة أن تقيّد الأصول، ما يمنع توزيعها إلى حين منح حصر الإرث وتحديث العناية الواجبة، ما قد يسبّب مشاكل في تداول الأصول السائلة إذ قد تُجمّد الحسابات خلال هذه الفترة.
تسهيل عمليّة نقل الثروة
يُعتبر التخطيط الفعّال ضروريّاً لتسهيل عمليّة نقل الثروة. وفي حين أنّ وجود وصيّة قد يسرّع عمليّة حصر الإرث، إلّا أنّه لا يحدّ من التكاليف والتأخيرات المرتبطة بهذا الإجراء. تُعدّ الصناديق الائتمانيّة أو المؤسسات حلولاً شائعةً لتعاقب الورثة إذ تتيح عمليّة سلسة لنقل الثروة عند وفاة فرد من العائلة. ويتمثّل خيارٌ آخر في امتلاك حصصٍ في شركة لمدى الحياة وتنتقل ملكيّة هذه الحصص بعد الوفاة، بحيث يكون الورثة مساهمين منذ البداية وتُعدّل حقوقهم عند وقوع الحدث.
نشجّع على اتّباع نهجٍ استباقي في إدارة عمليّة نقل الثروة لضمان أن يكون الورثة مطّلعون على هذه العمليّة ويمكنهم تفادي النزاعات والضغط غير المُتوقّع. قد تجد العائلات أنّ وجود الوصيّة أو حلّ عدم ترك وصيّة يناسب احتياجاتها، إلّا أنّه قد يكون من الضروري اتّباع أساليب أكثر هيكلة حسب ظروفها الخاصّة.
الخلاصة
لأولئك الذين يسعَون إلى معرفة المزيد حول عمليّة حصر الإرث أو اكتشاف خيارات التخطيط للإرث التي تناسب احتياجات عائلاتهم، يُرجى التواصل مع مدير العلاقات المخصّص لكم لدى The Family Office. نحن هنا لدعمكم في مواجهة هذه الاعتبارات المعقّدة إنّما الحاسمة لضمان وتسهيل مستقبل ثروة عائلتكم.