تميل الاستثمارات ذات العوائد العالية جداً إلى أن تكون أكثر خطورة، وقد تؤدي إلى خسائر تتجاوز قدرة تحملكم للمخاطر. تعتبر الإدارة الفعالة للمخاطر بالتالي أساسيّةً لإستراتيجيّة قويّة للمحفظة الاستثمارية. يجب أن يكون هدفكم كمستثمرين هو إدارة المخاطر بحكمة وليس القضاء عليها تماماً.
ماذا نعني بالمخاطر؟
تتعلق المخاطر بشكل أساسي بعدم اليقين. كلما زادت المخاطر، انخفض اليقين بتحقيق العائد المتوقع. يجب على المستثمرين دائماً موازنة المخاطر المُحتملة مقابل المكافآت المُتوقعة في أيّ قرار يتّخذونه.
غالباً ما تعتبر السندات الحكومية الصادرة بالعملة المحلية "خالية من المخاطر". يعتبر دفع قسائم السندات المستحقّة عملياً مضموناَ 100% حيث يمكن للحكومة المصدرة ببساطة طباعة الأموال للوفاء بالتزاماتها.
وكمثال للطرف الأقصى من المخاطر شركة تكنولوجيا ناشئة تسعى إلى زيادة رأس مالها. فلو أصبحت الشركة مثيلة Facebook، ستدرّ عوائد هائلة، ولكن احتمال الخسارة مرتفع للغاية.
أنواع المخاطر
تنقسم المخاطر إلى فئات عدة واللائحة التالية تأتي على سبيل المثال لا الحصر. تؤثر بعض المخاطر العامة على السوق بأكمله.
مخاطر السوق
مخاطر السوق هي احتمال الخسارة بسبب العوامل التي تؤثر على الأداء العام للأسواق المالية (على سبيل المثال، انخفاض مفاجئ في ثقة المستثمر).
مخاطر أسعار الفائدة
مخاطر أسعار الفائدة هي احتمال أن يؤدي تغيير أسعار الفائدة إلى تقليل قيمة السندات أو غيرها من الاستثمارات ذات السعر الثابت.
المخاطر الناتجة عن الأحداث
المخاطر الناتجة عن الأحداث هي احتمال الخسارة بسبب أحداث غير متوقعة كالحروب والكوارث الطبيعية.
تتعلّق المخاطر الأخرى بشركة معينة أو قطاع أو منتج.
مخاطر الائتمان
مخاطر الائتمان هي احتمال عدم قدرة المُقترض أو الجهة المقابلة على الوفاء بالالتزامات عند استحقاقها.
المخاطر القانونية
المخاطر القانونية هي إمكانية الخسارة الماليّة بسبب إجراء قانوني، كدعاوى قضائيّة أو عقوبات تنظيميّة.
مخاطر الدفع المسبق
مخاطر الدفع المسبق هي إمكانية انخفاض العوائد على السندات أو القروض إذا دفع المُقترض مُسبقاً أو استُدعيَ السند قبل استحقاقه.
مخاطر السيولة
تشمل مخاطر السيولة إمكانية الخسارة بسبب بيع اضطراري للأصل في سوق ضعيف (غياب عدد كافٍ من المشترين)، ما قد يؤدّي إلى تحديد سعر أدنى بكثير من القيمة العادلة.
قائمة المخاطر الممكنة غير محدودة تقريباً، وتعتمد عوامل الخطر ذات صلة على تعرضكم لقطاعات أو شركات أو فئات أصول أو مناطق جغرافية معينة.
العناصر الأربعة لإدارة المخاطر
مع أن إدارة المخاطر عملية معقدة، إلّا أنّها تتكون من أربع خطوات أساسية:
الفهم
تتمثل الخطوة الأولى لإدارة المخاطر في فهم المخاطر، الخارجية والداخلية، التي تتعرض لها محفظتكم الاستثمارية. قد تنطبق بعض المخاطر على جميع المستثمرين، بينما تتعلق مخاطر أخرى بالمكان الذي يتم فيه استثمار رأس مالكم وطريقة الاستثمار. من المهم أيضاً فهم مستوى تحمّلكم للمخاطر (أي قابليّتكم وقدرتكم الماليّة على تحمل المخاطر) وإدارة المحفظة وفقاً لذلك.
المراقبة
الخطوة التالية هي تحديد البيانات المتعلقة بالمصادر الرئيسية للمخاطر وقد تشمل معلومات اقتصادية عامة أو بيانات خاصة من مؤسسة تجارية. قد تحتاجون في بعض الحالات إلى آراء الخبراء عند تقييم بعض البيانات.
القياس
يجب بعد ذلك قياس البيانات المجمعة وتحليلها للحصول على تقييم كمّي مستمر عن كيفيّة تطوّر المخاطر الرئيسيّة للمحفظة الاستثماريّة، وما إذا كانت ضمن الحدود المقبولة. قد يشمل ذلك تقدير الأسعار بشكل دوري للأصول غير السائلة التي لا يتوفر لها سعر سوق. يجب تقييم المستويات المحسوبة للمخاطر مقارنةً مع قابلية المستثمرين لتحمّل المخاطر، مع إجراء إعادة توازن إذا تجاوزت المخاطر تلك القابليّة.
التحوّط
يمكن تقليل مخاطر معينة بأدوات التحوط (مثلاً، تعويض الشراء بالبيع على المكشوف، أو شراء خيارات السداد المبكر للحد من تداعيات الأسهم، أو تحويل قرض بسعر عائم إلى قرض بسعر فائدة ثابت من خلال مقايضة أسعار الفائدة، أو استخدام خيارات العملات والعقود الآجلة للتخفيف من التعرض للعملات الأجنبية). مع ذلك، التحوّط ليس مجانيّاً، بل قد تقلّل تكلفته من العوائد، لذلك يجب على مدير المخاطر تقييم الإستراتيجيّة المثلى للتحوّط بعناية قبل اختيارها.
الاستنتاج
المخاطر أمر لا مفر منه وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوائد. قد يؤدي طلب الاستثمارات "الآمنة" فقط لتقليل المخاطر إلى عوائد غير كافية لتحقيق أهدافكم. تتمحور الإدارة الفعّالة للمخاطر حول تحسين كلّ من المخاطر والعوائد ضمن قدرتكم على تحمل المخاطر.
هناك فوائد واضحة لاستشارة مدير ثروات محترف وموثوق يعمل على تحسين العائد المعدل حسب المخاطر والحماية من المخاطر الرئيسيّة.