أهمية إعادة الاستثمار
الخسائر العرضية التي تنتج عن التداول النشط في الأسهم قد تمحي عوائد تراكمت لسنوات بين ليلةٍ وضحاها. تتحقّق أفضل العوائد لمن يستثمرون من منظور طويل الأجل.
في مقالنا المنفصل عن مراكمة العوائد، نُبيّن كيف يحسّن الاستثمار على المدى الطويل من نموّ محفظتكم. ويُمكن لإعادة استثمار دخلكم أن يزيد أكثر من هذا النمو.
على سبيل المثال، فلنفترض أنّ السهم (أ) يدفع توزيعات أرباح سنوية قدرها 3% من سعر السهم وترتفع قيمته بنسبة 5% سنوياً. إذا استثمرتم ألف دولار في هذا السهم لمدة 20 عاماً، ستنمو قيمة محفظتكم إلى 2653 دولار مع توزيعات أرباح بقيمة 992 دولار. يعادل ذلك إجمالي عوائد بنسبة 264,5% أو 6,7% سنوياً.
إذا أعدتم استثمار توزيعات الأرباح البالغة 3% لشراء المزيد من السهم (أ)، ستنمو محفظتكم إلى 4595 دولار، ما يعادل عائد إجمالي بنسبة 359,5% أو 7,9% سنوياً على مدار 20 عاماً. قد لا تبدو الزيادة بنسبة 1,2% في العوائد السنوية كبيرة، غير أنّ نمو القيمة النهائية للمحفظة سيرتفع من 27% إلى 73% عبر إعادة استثمار توزيعات الأرباح.
يوضح الرسم البياني أدناه تأثير إعادة استثمار 50% و100% من توزيعات الأرباح تباعاً على قيمة المحفظة على مدى 20 عاماً.
مشاكل يجب أخذها بعين الاعتبار
لابد أن تأخذ قرارات الاستثمار بعين الاعتبار قدرة إعادة الاستثمار في سياق أهدافكم ومحفظتكم الأوسع، فقد لا تكون الأصول المدرَّة للدخل هي الخيار الأفضل لجميع المستثمرين.
أيضاً، قد لا يكون الدخل من بعض الأصول مستداماً، فقد تقوم شركة لا تحقق أرباحاً باقتراض المال للحفاظ على توزيعات الأرباح. بهذه الحالة، ينخفض دخل المستثمر من توزيعات الأرباح بتآكل القيمة مع مرور الوقت. بالتالي، لن تولِّد إعادة الاستثمار في هذه الشركة أي قيمة.
إعادة الاستثمار وسيلة وليست غاية. يجب البدء باستراتيجية استثمار واضحة المعالم تضع معايير معقولة لمختلف مستويات التعرض من أجل تحديد احتياجاتكم للدخل قصير الأجل وزيادة رأس المال على المدى الطويل. سيساعدكم العمل مع مستشار مالي في صياغة نهجٍ ذكي للأوراق المالية المدرَّة للدخل مع تخفيف المخاطر.