تأثير المراكمة

أسطورة صينيّة

وفقاً للأسطورة، خدع حرفيّ ماكر إمبراطور الصين ليعده بدفع مبلغ كبير جدّاً مقابل لوح شطرنج صنعه له. طلب الحرفيّ من الإمبراطور وضع حبّة أرزّ واحدة في المربّع الأوّل من لوح الشطرنج، ثمّ مضاعفة عدد الحبوب لجميع المربّعات التالية إلى أن تمتلئ جميع المربّعات البالغ عددها 64.

عند الانتهاء من الصف الأوّل، بلغ مجموع عدد الحبوب 255 فقط. وعند الانتهاء من الصف الثاني، ارتفع العدد إلى 65535. بحلول المربّع 41، تخطى العدد التريليون حبّة. تفيد الأسطورة أنّ الملك قلب الموازين عبر الإصرار على أن يعدّ الحرفيّ الحبوب للتأكيد على صحة الدفع، ما جعل الدفع مستحيلاً (إذ سيستغرق عدّ الحبوب حوالي 300 مليار عام).

تكشف الأسطورة درسين مهمّين للمستثمرين. الأوّل هو أنّ تأثير المراكمة قد يكون مذهلاً، والثاني هو أنّ العقل البشريّ غالباً ما يقلّل من شأن هذه التأثيرات.

تأثير المراكمة

يُظهر مثل لوح الشطرنج تأثير المضاعفة المتكرّرة (عائد بنسبة 100%). فلننظر إلى تأثير عائد سنويّ أكثر واقعيّة بنسبة 7%.

إذا استثمر شخصٌ يبلغ 20 سنة من العمر مبلغ 50 ألف دولار بمتوسّط عائد سنوي بنسبة 7%، سيصبح المبلغ مليون و50123 دولار بحلول سنّ 65. لكن ما الذي يحدث لو تأخّر الاستثمار 10 أو 20 عاماً؟

يبيّن الجدول أدناه أنّ تخفيض 10 سنوات من فترة الاستثمار يقلّص القيمة النهائيّة للاستثمار إلى النصف تقريباً، رغم انخفاض الفترة بأقلّ من النصف بكثير (من 45 إلى 35 عام).

تبدو تأثيرات المراكمة بطيئة في البداية، غير أنّها تتسارع مع مرور الوقت. المستثمرون الذين يبدؤون في وقت لاحق، أي في سنّ الثلاثين والأربعين، يفوّتون النموّ السريع في السنوات العشرة الأخيرة الذي يستفيد منه المستثمر الذي يبدأ في سنّ العشرين. غالباً ما يجهل المستثمرون أهميّة عن هذا النموّ المتسارع لأنّه يحصل في المستقبل البعيد.

التصرّف عكس حدسكم

يُعتبر وارن بافت أحد أنجح المستثمرين في العالم مع صافي ثروة يفوق 100 مليار دولار. تراكمت نسبة 97% من ثروة وارن بافت بعد بلوغه سنّ 65.

الخبر السارّ هو أنّه يمكن لأيّ كان الاستفادة من قوّة المراكمة عبر بدء الاستثمار اليوم. بالطبع، يعتمد الكثير على قدرة المحافظة على معدّل ثابت من العوائد. لهذا، يُعدّ المستشار جزءاً مهمّاً من تحقيق أهدافكم الماليّة. يساعدكم المحترفون عبر توجيهكم إلى الاستثمارات المناسبة ويساهمون ببقائكم على المسار الصحيح.