تقدّم الأسواق الثانوية للمستثمرين حلّاً للسيولة . فهي تشمل لاعبين يرَون القيمة في شراء أو بيع استثمارات الأسواق الخاصّة، غالباً بقيادة شركاء محدودين (LPs) و/أو شركاء عامين (GPs).
تتيح السيولة، التي أصبحت متوفرة من خلال الأسواق الثانوية، للمستثمرين تحقيق عوائد مبكرة على استثماراتهم. وقد تسمح أيضاً للموظفين بتحويل تعويضاتهم من الأسهم إلى نقد قبل تخارج متوقّع، كطرح عام أوّلي (IPO) أو عمليّة استحواذ.
على سبيل المثال، نادراً ما يكون لدى المستثمرين في الأسهم الخاصة خياراً جاهزاً للاسترداد قبل انتهاء عمر الصندوق. غالباً ما يكون السوق الثانوي هو الخيار الوحيد للشركاء المحدودين لتخارجٍ مبكرٍ عبر بيع حصصهم في الشركات غير المدرجة في البورصة.
قد يرغب المستثمرون المؤسسيون ببيع حيازاتهم من الأسهم الخاصّة لأسبابٍ كثيرة، وربما أصبحت استثماراتهم عالية التركيز في الأسهم الخاصّة عقب تراجعٍ في أسواق الأسهم العامّة والسندات. على سبيل المثال، أدى الأداء المتميّز للأسهم الخاصة في 2022 إلى ارتفاع تركيز مالكي الأصول في الأسهم الخاصّة في ظلّ التراجع الكبير في أسواق الأسهم العامّة. قد تشمل الأسباب الأخرى للبيع ما يلي:
استثمار تجاوز أفقه الزمني الأصلي.
ارتفاع القيمة بشكل محدود عند الاحتفاظ بالاستثمار لفترة طويلة.
التغيرات في سياسة الاستثمار.
تسعير الأسواق الثانوية
يعتمد تسعير الأسواق الثانوية على التقييمات التي تنشرها صناديق الأسهم الخاصّة، والتي عادةً ما تكون ربع سنويّة، كنسبة مئوية من صافي قيمة الأصول (NAV) المحقق. عادةً ما يتفق البائع والشاري على تاريخٍ لتقييم صافي قيمة الأصول (تاريخ مرجعي) لتحديد تسوية استدعاء رأس المال والتوزيعات قبل تاريخ الإغلاق. وتساعد التدفقات النقدية بعد التقييم في تحديد السعر النهائي للشراء.
إحدى المزايا للمشترين هي أنّه غالباً ما يتمّ شراء صفقات الأسواق الثانوية بأسعار مخفضة مقارنةً بصافي قيمة الأصول بسبب الطبيعة غير السائلة للأسواق الخاصة. ويختلف التسعير بشكلٍ كبير بناءً على جودة شركات المحفظة ونوعها وعلى مدة استحقاق الصناديق.
بحسب شركة Private Equity Wire ، فإنه عادةً ما تُسعر الأسواق الثانوية للأسهم الخاصة بين 90% و105% من صافي قيمة الأصول. ونظراً للتحديث الربعي في العادة لصافي قيمة الأصول، قد يؤدي هذا الأسلوب في التسعير إلى تأخير حركات الأسواق العامّة لعدّة أشهر. وأضافت Private Equity Wire أنّه اعتباراً من مارس 2023 ارتفعت الخصومات في السوق الثانوي إلى أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن.[1]
أنواع الصفقات في الأسواق الثانوية
قد تتمّ صفقات الأسواق الثانوية بقيادة الشركاء العامّين (مديرو الصناديق الذين يبيعون أصلاً واحداً أو أكثر من صندوق يديرونه مسبقاً إلى صندوقٍ جديدٍ) أو من قبل الشركاء المحدودين الذين يسعون لبيع حصصهم في صناديق خاصّة إلى شارٍ يتولّى حقوقهم والتزاماتهم فيها (يمكن الاطلاع على المقال "حلّ مشكلة عدم السيولة: دور الأسواق الثانوية").
لتحقيق أفضل سعر، عادةً ما يطرح الشركاء المحدودون أفضل أصولهم في السوق الثانوي، وفقاً لما ذكرته Private Equity Wire. فقد شكّلت الصفقات بقيادة الشركاء المحدودون أكثر من نصف السوق الثانوي في 2022.[2] ووصل حجم الصفقات بقيادة الشركاء المحدودون والشركاء العامون إلى مستوى قياسي في 2022 وفق الشركة الاستشارية حول الأسواق الثانويّة PJT Park Hill. [3]
نمت الصفقات بقيادة الشركاء العامين بشكلٍ كبير، بعد أن شكّلت في السابق جزءً صغيراً من السوق الثانوي. وهي تتيح لمديري الاستثمار فرصاً لتحقيق سيولة توفّر عوائد للمستثمرين الحاليّين بأسعار مواتية.
النمو السريع لصفقات الأسواق الثانوية في الأسواق الخاصّة
نما السوق الثانوي للائتمان الخاصّ أيضاً بشكلٍ سريع، حيث سجّل حجم الصفقات مستوى قياسي في 2022 وبلغ 17 مليار دولار - أكثر بثلاثين ضعفاً من المستويات المسجلة قبل عقد من الزمن. وتشكّل الصفقات بقيادة الشركاء المحدودين معظم صفقات الأسواق الثانوية للائتمان، حيث تتدفق الصفقات بسبب مشاكل السيولة التي يعاني منها المستثمرون. ومع ذلك، قد يتزايد الزخم خلف صفقات السوق الثانوي للائتمان بقيادة الشركاء العامين وفقاً لشركة المحاماة الأمريكية Cleary Gottlieb. [4]
وصلت أيضاً المبيعات العالميّة لصفقات السوق الثانوي للعقارات إلى مستوى قياسي بلغ 12,4 مليار دولار في 2022، وفق شركة إدارة الاستثمارات البديلة Ares Management، بفضل حاجة المستثمرين إلى السيولة. ومن المتوقع أن يبقى نشاط الأسواق مرتفعاً وسط التوقعات غير المؤكدة حول العقارات التجارية. أمّا الصفقات بقيادة الشركاء العامين والمعنيّة بإعادة رسملة الصناديق والمحافظ العقارية، فشكّلت نسبة 77% من إجمالي حجم المبيعات في الأسواق الثانوية وفق Ares. [5]
أفادت شركة Preqin أنّ السوق الثانوي للعقارات يتيح أساليباً كثيرةً في سوق مجزأ يهيمن عليه عددٌ قليلٌ من اللاعبين، لكلّ منهم منظور متباين عن السوق. [6]
في الختام، يستمر السوق الثانوي في النمو بقوّة موفراً السيولة المطلوبة بشدة من قبل المستثمرين. ويقدّم للبائعين خياراً للتخارج، في حين أن المشترون غالباً ما يتمكنون من الاستحواذ على صفقات الأسواق الثانويّة بخصومات جذابة.
أبرز النقاط
تقدّم الأسواق الثانوية للمستثمرين حلّاً للسيولة.
سجلت الأسواق الثانويّة أحجاماً قياسيّة في 2022، ويستمرّ الزخم في 2023.
تمكّن حاجة البائعين للسيولة المستثمرين من الاستحواذ على صفقات الأسواق الثانويّة بأسعارٍ مخفضة.