مقدمة
توزّع الرؤى على ثلاثة أقسام:
الرؤية الكلية تغطي الاتجاهات الاقتصادية العالمية وبيئة الاقتصاد الكلي.
المواضيع الناشئة تغطي مواضيع أساسية واتجاهات قد تؤثر بالأسواق في العام المقبل.
توصيات توزيع الأصول في هذه البيئة.
المستقبل غير مؤكد بطبيعته ولا توقعات معصومة عن الخطأ. ولكن يمكن للمستثمرين تحسين فرص نجاحهم والبقاء في الطليعة بالاطلاع باستمرار على أحدث الاتجاهات ورؤى أبرز الخبراء.
نتمنى أن يساعدكم هذا التقرير في اجتياز المناخ الاستثماري في 2023.
ما الذي يمكنكم فعله
ينبغي دائماً ادخار بعض المال لحالات الطوارئ والنفقات المستقبلية كالذهاب في عطلة أو شراء سيارة جديدة. ولكنّكم تتغلّبون على التضخم فقط عبر الاستثمار.
يحقّق الاستثمار قيمة مع الوقت وقد يولّد أيضاً دخلاً منتظماً، ولكنه ينطوي أيضاً على المخاطر. قد ترتفع قيمة الأصول التي تستثمرون بها أو تنخفض مع دورات السوق أو أحداثها.
خطأ شائع يرتكبه الكثير من المستثمرين هو أنّهم يُصابون بالذعر عند تراجع السوق ويبيعون استثماراتهم بأسعار منخفضة لتفادي تكبد خسائر إضافية. يُسبب البيع خلال تباطؤ السوق خسارة دائمة لا يمكن التعافي منها.
ينبغي عادةً أن يعتمد المستثمرون رؤية طويلة الأمد ويتجاهلوا تقلبات السوق على المدى القصير. بغياب العوامل الأساسية التي تضعف قيمة بعض الأصول بشكلٍ دائم، عادةً ما تُسترد الخسائر غير المحققة خلال انكماش الأسواق عند انتهاء دورة الهبوط وعودة النمو.
تبدأ استراتيجية الاستثمار السليمة بمحفظة جيدة الإعداد تقوم على قدرتكم على تحمل المخاطر وأهدافكم وأفقكم الزمني والتزاماتكم المالية. تستلزم المحفظة جيدة الإعداد توزيع الأصول على استثمارات منوعة ومجهزة للنمو على المدى الطويل. إذا كانت الأصول غير مترابطة، تُعوّض الخسائر في أيّ استثمار عبر أرباح في أخرى مع الوقت.
غير أنّ البدء بمحفظة جيدة الإعداد لا يكفي. ينبغي إدارة المحفظة بفعالية مع تغير البيئة، مع استبدال الأصول التي لديها إمكانات محدودة بأصول أكثر وعوداً.
شيء واحد فقط مؤكد. ستتآكل ثروتكم مع الوقت ما لم تستثمروا بذكاء.
القسم الأول: الرؤية الكلية
التوقعات الاقتصادية: الولايات المتحدة
تقدّم البنوك مجموعةً من الآراء تتوافق بصورة عامة على نمو إيجابي متدني للاقتصاد الأمريكي في 2023.
توقعت BlackRock وحدها تراجعاً عاماً في الناتج المحلي الإجمالي (-2,0%) وكانت توقعاتها الأكثر سلبية لأرباح الشركات، ولكنها أقرّت أنّها تتوقع أن تتغير آراؤها "بوتيرة أسرع" من الماضي.
يتوقع بنك HSBC ربع أو اثنين من النمو السلبي، في حين يشير Citi إلى ارتفاع أسعر الفائدة مع احتمال تراجع قدره 10% في أرباح الشركات واحتمال تمديد سياسة الصفر في حالات كورونا في الصين كعوامل محتملة.
يؤكد JP Morgan على احتمال ركود في 2023، لكنّه سيكون معتدلاً. سيعود عام 2024 إلى المستويات الطبيعية لفترة ما قبل كورونا: نمو بطيء وتضخم منخفض وأسعار فائدة معتدلة وهوامش ربح قويّة للشركات.
يشير Morgan Stanley أنّ قوة سوق العمل سيحدّ من عمق أيّ ركود ويسرّع التعافي في نهاية المطاف.
التوقعات الاقتصادية العالمية
التوقعات العالمية مختلطة أيضاً لكن يُتوقع أن يكون مسار النمو أفضل من الاقتصاد الأمريكي مع مواصلة الأسواق الناشئة قوة مسيرتها. يرى Citi أنّ النمو العالمي سيعاني في بداية 2023 في حين تبحث الأسواق عن وشوك إشارات التعافي.
قدّم HSBC رؤى أكثر تفصيلاً حسب المناطق الجغرافية. يتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة في المعركة المستمرة ضد التضخم.
سيؤثر ارتفاع أسعار فائدة الرهون العقارية على سوق السكن، خاصّة وأنّ الدخل المتاح للإنفاق يواجه مسبقاً أزمة على صعيد تكلفة المعيشة. وكما سبق أن رأينا في المملكة المتحدة، قد يصغر مجال الحكومات للإنفاق على تدابير الإغاثة في ظلّ ارتفاع تكاليف الدين الحكومي.
تواجه الاقتصادات الآسيوية الضغط نتيجة تباطؤ الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية. وفي حين يشكّل ذلك مشكلة لتايوان وكوريا الجنوبية، تجنبت اليابان لغاية الآن كامل قوة هذا الاتجاه إذ تساعد التحسينات بسلاسل إمداد السيارات في تعزيز أرباح التصدير.
يعتمد صمود اليابان جزئياً أيضاً على الضعف النسبي للين الياباني مقابل قوة الدولار الأمريكي، لكن يُحتمل أن يتبدد هذا المجال المؤقت للتنفس مع اتزان أسواق العملات من جديد.
يرى JP Morgan مساراً إيجابياً للأسواق العالمية، مع إمكانية أكبر للربح من التراجع. أُدرجت صعوبة التوقعات الاقتصادية مسبقاً في التقييمات، لكن التوقعات قد تكون متشائمة بشكلٍ مفرط. يعني ذلك أنّه إذا كانت الأخبار "أقلّ سوءً" فقط، قد يكون التأثير إيجابياً على الأسعار.
التضخم
التوقعات العالمية مختلطة أيضاً لكن يُتوقع أن يكون مسار النمو أفضل من الاقتصاد الأمريكي مع مواصلة الأسواق الناشئة قوة مسيرتها. يرى Citi أنّ النمو العالمي سيعاني في بداية 2023 في حين تبحث الأسواق عن وشوك إشارات التعافي.
قدّم HSBC رؤى أكثر تفصيلاً حسب المناطق الجغرافية. يتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة في المعركة المستمرة ضد التضخم.
سيؤثر ارتفاع أسعار فائدة الرهون العقارية على سوق السكن، خاصّة وأنّ الدخل المتاح للإنفاق يواجه مسبقاً أزمة على صعيد تكلفة المعيشة. وكما سبق أن رأينا في المملكة المتحدة، قد يصغر مجال الحكومات للإنفاق على تدابير الإغاثة في ظلّ ارتفاع تكاليف الدين الحكومي.
تواجه الاقتصادات الآسيوية الضغط نتيجة تباطؤ الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية. وفي حين يشكّل ذلك مشكلة لتايوان وكوريا الجنوبية، تجنبت اليابان لغاية الآن كامل قوة هذا الاتجاه إذ تساعد التحسينات بسلاسل إمداد السيارات في تعزيز أرباح التصدير.
يعتمد صمود اليابان جزئياً أيضاً على الضعف النسبي للين الياباني مقابل قوة الدولار الأمريكي، لكن يُحتمل أن يتبدد هذا المجال المؤقت للتنفس مع اتزان أسواق العملات من جديد.
يرى JP Morgan مساراً إيجابياً للأسواق العالمية، مع إمكانية أكبر للربح من التراجع. أُدرجت صعوبة التوقعات الاقتصادية مسبقاً في التقييمات، لكن التوقعات قد تكون متشائمة بشكلٍ مفرط. يعني ذلك أنّه إذا كانت الأخبار "أقلّ سوءً" فقط، قد يكون التأثير إيجابياً على الأسعار.
التضخم
ترى كافة البنوك تراجعات في التضخم عن مستويات نهاية 2022، لكن بسرعات مختلفة.
يعتقد Morgan Stanley أنّ انخفاض التضخم متوافق مع التباطؤ الموازي في الطلب والتحسينات في سلاسل الإمداد العالمية.
في حين يتوقع JP Morgan انخفاضاً أقلّ حدة، يُقدّر أنّ نسبة التضخم ستتدنى إلى 2,6% مقارنةً بالفترة نفسها في العام السابق بحلول الربع الرابع—وهو مستوى قريب من نسبة 2% المستهدفة. يوافق UBS أنّ ذلك قد يتحقق بنهاية 2023 في أوروبا والولايات المتحدة، لكن قد نشهد المزيد من التقلبات أيضاً.
HSBC هو الأقلّ تفاؤلاً إذ شدّد على احتمال استمرار ارتفاع التضخم في 2023، مع تأخير أكثر في الدول الآسيوية.
أسعار الفائدة
يعتقد كثيرون أنّ التشديد سينتهي في العام المقبل. يرى البعض أنّه سينتهي في بدابة الربع الأول (JP Morgan)، والبعض الآخر في نصف العام (Citi)، وآخرون في المنتصف (UBS).
يتوقع UBS نسب نهائية للفائدة تبلغ 5,0% و2,5% و1,5% في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وسويسرا تباعاً. يشير BlackRock أنّ وقف زيادة أسعار الفائدة يمنح البنوك المركزية فرصة لقياس تأثير الزيادات السابقة لأسعار الفائدة على الاقتصاد.
الصورة أقل وضوحاً بالنسبة إلى خفض أسعار الفائدة. ويؤكد HSBC أنّ أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة مع استمرار التضخم. ويرى Morgan Stanley (تماشياً مع توقعاته لسندات الخزينة لأجل 10 سنوات) احتمال بقاء قيود البيئة النقدية.
يرى UBS أنّ خفض أسعار الفائدة قد يُناقش بحلول نهاية العام، غير أنّ التقلبات الإضافية قد تعني استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول.
يعتقد Citi أنّ التأثير السلبي لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية على الاقتصاد العالمي وارتفاع البطالة محلياً سيجبر الاحتياطي الفدرالي على تخفيف سياسته النقدية خلال النصف الثاني من 2023.
القسم الثاني: المواضيع الناشئة
الصين: النمو مقابل السيطرة
أدّت سياسة الصفر لحالات كورونا في الصين إلى خفض النشاط الاقتصادي منذ اعتمادها، ويراقب المستثمرون بحرص إمكانية استمرار ذلك.
تتوقع BlackRock أنّ زيادة التدخل في الاقتصاد من قبل الحكومة الصينية سيوجه البلد نحو تراجع النمو. ورغم احتمال التعافي العالمي، تحمل الأصول الصينية مخاطر أعلى.
أفاد JP Morgan أنّ بطء التراجع عن قيود كورونا قد يعيق جهود خفض أسعار الفائدة أكثر، لكن يُحتمل أن تكون الأسهم الصينية الممتازة، المعرضة لتكنولوجيا الأعمال والطلب المحلي وتحوّل الطاقة، الأولى بالتعافي.
وافق Morgan Stanley وHSBC أنّ تخفيف سياسات الصفر لحالات كورونا في ظلّ ضعف الدولار الأمريكي قد يجعل الأسهم الصينية جذابة للمستثمرين العالميين من جديد.
الصحة = الثروة
انطلاقاً من عدم اليقين العام حول وتيرة التعافي الاقتصادي، هناك خلاف حول القطاعات التي يُحتمل أن تصمد.
يفضّل HSBC القطاعات الدفاعية كالطاقة والسلع الاستهلاكية الأساسية حول العالم والرعاية الصحية في أوروبا والمرافق في الولايات المتحدة. وتفضل BlackRock القطاع المالي على السلع الاستهلاكية الأساسية، لكنّها متوافقة بشكلٍ عام.
هناك ميل قوي لتفضيل القطاعات التي تدعم ضخامة الاتجاه نحو شيخوخة السكان، على رأسها الرعاية الصحية. يوافق Citi على هذا الرأي ويؤكد على توقّع نمو قطاع الرعاية الصحية أسرع من الاقتصاد لفترة طويلة مع تقلبات دورية أقلّ من القطاعات الأخرى، ما يحمي المستثمرين من الاضطرابات.
استمرّت أسهم شركات الأدوية تاريخيا بزيادة توزيعات أرباحها خلال الأسواق الهابطة، وعلى المستثمرين النظر في التعرّض لنسبة أكبر من التقنيات الثورية المرتبطة بعلوم الحياة (التكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الحيوية).
الميزة المستدامة
تطرّقت كافة البنوك إلى تعاظم تأثير مشاكل الاستدامة على سلوك المستثمرين واحتمال النمو على هذا الصعيد.
يشير Morgan Stanley إلى هذا الاتجاه كالتزام متنام لمسؤولية لمستثمرين لدمج أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) في تحليلها المالي لأوراق مالية محددة.
ركّز بنك آخر على الفرص التجارية المتاحة مباشرةً من خلال مشاريع بنية تحتية مرتبطة بالاستدامة.
يرى JP Morgan أنّه في حين شهد 2022 فجوة على صعيد المشاريع الواسعة النطاق والقائمة على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، التزمت الحكومات مسبقاً بزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا المستدامة في العقد القادم.
يحث HSBC المستثمرين على الانضمام مبكراً إلى هذا الاتجاه مع انطلاق الطاقة المتجددة (الشمس والهواء والمياه وتحويل النفايات إلى طاقة) وسط تجدّد التركيز على فعالية الطاقة والبنية التحتية الخضراء. قد تكون الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات مؤشراً لجاذبية الدخل والقيمة الاجتماعية البحتة.
أضاف Citi أنّ السياسة الجغرافية قد توجه رأس المال نحو إعادة تشكيل سلاسل إمداد الطاقة حيث تثير التوترات بين أكبر دولتين صناعيتين (الولايات المتحدة والصين) مخاوف بشأن أمن الطاقة، ما يفيد الموردين في الهند وجنوب شرق آسيا والمكسيك.
العودة إلى الأسس
نتيجة أخرى لعدم اليقين الاقتصادي العالمي هي تجدد التركيز على السلامة المالية التي يمكن التحقق منها في الاستثمارات المستهدفة.
بالإضافة إلى ثبات التدفقات النقدية وانخفاض التقييمات ، يشدّد JP Morgan وMorgan Stanley على أهمية القدرة التسعيرية. في بيئة تجارية متقلبة، تضمن قدرة الدفاع عن الأسعار أو حتى زيادتها مرونة هوامش الربح حتى خلال التباطؤ الشديد.
يردد HSBC أهمية البحث عن الجودة هنا والآن (بدل المستقبل) عبر التركيز على الميزانيات العمومية (انخفاض الدين) وهوامش الربح (أفضل كلما ارتفعت). ينبغي أيضاً النظر في المزايا الإقليمية عند تقييم استدامة هذه الأرقام.
يتفق UBS مع ما ورد أعلاه، لكن يؤكد أنّ التركيز على أسهم القيمة مناسب خاصّة عند ارتفاع التضخم.
إذا بدأت أسعار الفائدة والتضخم بالتراجع، يُمكن للمستثمرين النظر في زيادة التعرض إلى أسهم النمو و/أو الأسهم الدورية استباقاً لتحوّل أوسع في السوق. تردّد BlackRock هذا الرأي مع التأكيد أنّ الأصول المخاطرة قد تصبح جذابة من جديد في 2023.
يرى UBS أكبر قدرة لهذه الاستراتيجية في الأسواق الأوروبية والناشئة حيث شهدت أسعار الأسهم أكبر تراجعات للتقييم.
مواضيع ناشئة أخرى
يُمثل ما ورد أعلاه المواضيع الكثيرة التي حدّدتها البنوك في المجموعة، لكن قد تبرز مواضيع أخرى مع تقدم العام بما في ذلك:
الاستراتيجيات القائمة على الأحداث (كالشركات المتعثرة) للمديرين المتخصّصين في الأسواق العامة والخاصة (Citi)
الارتفاع المستمر للدولار الأمريكي وفقاً للتقلبات الأوسع نطاقاً في السوق (UBS) مع احتمال الوصول إلى "قعر القيمة" للأصول بغير الدولار (Citi)
الاستثمار المفرط في السندات والأصول الطبيعية المرتبطة بالتضخم (BlackRock)
المواقع للمدى الطويل في القطاعات الابتكارية كعلوم الحياة والتكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الحيوية (Citi)
القسم الثالث: توزيع الأصول
الأسهم
تختلف الآراء كثيراً حول مسار الأسهم في العام المقبل.
بالنظر إلى عقد من الزمن، إنّ BlackRock متفائلة تجاه الأسهم على المدى الطويل لكنّها تخطّط موقفا تكتيكيا لتخفيض الاستثمارات على المدى القصير إذ لم تأخذ التقييمات بعد بعين الاعتبار حتى الركود المعتدل.
JP Morgan أكثر تفاؤلا، فهي ترى أنّ تراجع أرباح الشركات ستتوقف عند حوالي 10% (أعلى من المعدل التاريخي) باعتبار أنّ الشركات مستقرة مالياً عموما مع توقع اعتدال التباطؤ القادم. قد تنتهي الأسعار بمستوى أعلى من الماضي.
مع التأكيد على أنّ التباطؤ قد يضرّ بالتقييمات، يتفاءل HSBC بشأن الأسهم الأمريكية بحذر لسلامة اسس الشركات مقارنةً بأوروبا.
سيستمر بطء النمو بكبح الأسهم اليابانية، لكن ثمة فرص في برّ الصين الرئيسي وهونغ كونغ وجنوب شرق آسيا (خاصة في تايلاند وإندونيسيا) وأمريكا اللاتينية.
تنصح Morgan Stanley بالبحث عن "الاستثمارات المراكمة للعوائد" كجزءٍ من مبدأ أوسع لاستهداف الشركات التي تتمتع بقدرة التسعير. وبالمثل، يهتمّ Citi بالأسهم الدفاعية والموزعة للأرباح، مع تركيز على الأصول بالدولار الأمريكي. غير أنّه لا يزال مستعداً للاستفادة من الفرص مع تغيّر الوضع.
يرى UBS أن أسعار الأسهم تفترض عوائد لمدة 10 سنوات بين 8% و10% مقارنةً بنسبة 7,4% في العقد الماضي. لو افترضنا توقعات أكثر تحدياً للنمو للعقد المقبل، نرى أنّ الأسهم مفرطة التقييم.
الدخل الثابت
هناك توافق كبير أنّنا في مرحلة يسيطر فيها الدخل الثابت.
أشارت BlackRock أنّ هذا نتيجة واضحة لارتفاع العوائد، ما يعني أنّ السندات تحقّق عوائد ملموسة.
يتوقع JP Morgan وMorgan Stanley أيضاً أن تسجل السندات أداءً قوياً في النصف الأوّل من العام مع استمرار الفدرالي بزيادة أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد.
أكّد HSBC أنّ السندات تتفوق على النقد والأسهم من ناحية المخاطر، وينصح بالاستثمار في الأوراق المالية بفائدة معوّمة (كالائتمانات المورقة مثلاً) التي يُعاد تسعيرها عند تحركات غير متوقعة لأسعار الفائدة.
عند التعمق، يتفاوت التفاؤل حول السندات، فليست كافة الفرص جذابة بالتساوي.
سندات الدرجة استثمارية مقابل سندات مرتفعة العوائد
ثمّة إجماع حول تفضيل الدرجة الاستثمارية وتوجه إلى الحياد أو تقليل الاستثمار في السندات مرتفعة العوائد.
تشير BlackRock، التي تستثمر تكتيكياً واستراتيجياً بنسبة كبيرة في الائتمانات العالمية ذات الدرجة الاستثمارية، إلى هذا شرط جاذبية التقييمات ونمو الدخل. ويشدّد Morgan Stanley أيضاً على أهمية استمرار التدفقات النقدية الحرّة المتواجد غالبا في الشركات عالية الربحية (كشركات الخدمات مثلاً) والمدرة لدخلٍ متكرّر ثابت.
مبرّر الابتعاد عن انخفاض الجودة هو ارتفاع مخاطر الركود وموجة التخلف عن السداد (BlackRock)، وقلة اتساع الهوامش للتعويض عن هذا (JP Morgan وUBS)، وتراجع جاذبية السندات المخاطرة في بيئة منخفضة التضخم (Morgan Stanley).
أشارت UBS أنّ الأرباح طويلة الأمد لا تزال ممكنة في قطاع العوائد المرتفعة. غير أنّه للآن، يكون التركيز على الجودة.
الاستحقاق لأجل طويل مقابل أجل قصير
من الواضح أنّ الاستحقاقات لأجل قصير مفضلة على الأجل الطويل (BlackRock وJP Morgan وHSBC وCiti).
يشير HSBC إلى بيئة أسعار الفائدة على المدى القصير. مع احتمال زيادات أسعار الفائدة، من المرجح أن تُسعّر السندات قصيرة الأجل وفق هذه الظروف وتكون بالتالي أقلّ عرضة لها.
ينصح JP Morgan أن يحافظ المستثمرون على بعض التعرّض لأصول الدخل الثابت طويلة الأجل لأنّ العوائد ستتراجع في نهاية المطاف مع تراجع التضخم وعودة أسعار الفائدة إلى مستوياتها الطبيعية واستئناف النمو الحقيقي.
الأسواق الناشئة
تختلف وجهات النظر حول سندات الأسواق الناشئة.
خفضت BlackRock توصياتها لديون الأسواق الناشئة إلى الحياد بحجة انتهاء قوة مسارها.
بالنسبة إلى HSBC، إنّها مسألة جودة. النظرة متفائلة تجاه السندات الأمريكية والأوروبية والبريطانية ذات الدرجة الاستثمارية، وزيادة سندات الأسواق الناشئة لأقوى المقترضين (يفضل أن يكونوا مقومين بالدولار الأمريكي).
تؤكد Morgan Stanley أنّ دين الأسواق الناشئة لا يزال جذاباً شرط استطاعة المستثمرين تحمّل المخاطر الإضافية (مع أخذ مشكلة العملة المحلية بعين الاعتبار). لكن إذا ضعف الدولار الأمريكي، قد يحين الوقت لشراء دين الشركات في الأسواق الناشئة.
الدين الحكومي الأمريكي
تختلط الآراء حول السندات الحكومية الأمريكية الأطول مدى لوسع نطاق العوامل المعنية.
في حين تفضّل BlackRock الديون الحكومية قصيرة المدى وتقلل الاستثمار في الديون طويلة المدى، ترى Morgan Stanley أنّ منحنى إعادة الاستثمار قد يخلق فرصا جذابة في سندات الخزينة الأمريكية مع تحديد نطاق العوائد المستهدفة بين 3,50% و3,80%.
أشار UBS أنّه مع انخفاض التضخم سترتفع أسعار الفائدة الحقيقية أكثر في السنوات العشر المقبلة مقارنةً بالعقد الماضي، وسيُستعاد بالتالي الترابط السلبي بين السندات والأسهم. قد تصبح السندات الحكومية أكثر جاذبية كمصدر دخل وتنويع مع الأعوام.
الأوراق المالية المضمونة برهن عقاري (Mortgage-Backed Securities)
استمرارا بموضوع اختيار الجودة، يسلّط Morgan Stanley الضوء على الأوراق المالية المضمونة برهن عقاري. باستهداف الأوراق مرتفعة الفوائد، يتمكّن المستثمرون من دمج مزايا العوائد الجذابة وارتفاع الهوامش.
إنّ BlackRock إيجابية أيضاً تجاه الأوراق المالية المضمونة برهن عقاري، وشدّدت على دورها في تنويع المحفظة وتحقيق الدخل. على المستثمرين التركيز على الأوراق المالية المضمونة بوكالات حكومية التي توفر بعض الحماية من التخلف عن السداد.
الأسواق الخاصة
أقرّت BlackRock أنّ الأصول الخاصة معرضة لنفس الرياح المعاكسة كالأسواق العامة، وأنّ التصحيح في تقييمات الأصول الخاصة متأخر فقط. فموقفها التكتيكي يوصي بخفض أصول النمو الخاصة، ومحايد للائتمانات الخاصة.
من الناحية الاستراتيجية وبالرغم من تعقيدات الأسواق الخاصة كفئة أصول، وجودها ناقص في محافظ المستثمرين المؤهلين ويجب أن تشكّل جزءً أكبر منها.
الإقراض المباشر
إنّ وضع الأسواق جذاب للإقراض المباشر وفق JP Morgan. وتقدم فرص السوق متوسطة الحجم خاصّة جودة أعلى للاكتتاب وتسمح للمقرضين بتعديل الشروط إذا ساءت الظروف.
أضاف UBS أنّ الإقراض المباشر مناسب لمحافظ الوقف، إذ يبقى مصدراً جذاباً للتنويع وتحقيق الدخل.
العقارات
يقدّم سوق العقارات صورة مختلطة.
يشير كلّ من HSBC وCiti وJP Morgan أنّ هذه الفئة من الأصول تشكّل مصدراً مرناً للتدفقات النقدية رغم تراجع قيمة رأس المال وازدياد الضغط نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة.
غير أنّ انخفاض القيمة يبقى عاملاً ينبغي مراعاته، خاصةً للعقارات التجارية.
أشار JP Morgan وMorgan Stanley أنّ الشغور في المكاتب هو خطر على المدى الطويل عندما يصبح العمل من المنزل شبه دائم في بعض القطاعات. سيضغط الركود أيضاً على قطاعات التجزئة (لاقترابه من أعلى مستوياته) إذا ارتفعت البطالة لتتحوّل إلى ركود مستقبلي.
يرى UBS تصحيحاً ضرورياً للعقارات المباشرة في العامين المقبلين بعد ارتفاع العوائد، ويتوقع تراجعاً سنوياً في قيم رأس المال بنسبة 5% إلى 10%، ما يترك الاعتماد على دخل الإيجارات للجزء الأكبر من العوائد.
الأسهم الخاصة
تتيح فترات عدم اليقين الاقتصادي فرصاً لمستثمري الأسهم الخاصة. غير أنّ Morgan stanley يؤكد أنّ المنافسة على الأهداف الجذابة وبيئة ارتفاع الأسعار المرتفعة تعني أنّه ينبغي أن يكون الشركاء العامون انتقائيّين قبل الصفقة واستباقيّين بعد الصفقة.
يدعم UBS هذا الادعاء مع التأكيد على "عمليات الشراء المركزة على القيمة" كنوع الصفقات المفضل في اتجاه ناشئ محتمل للشركات التي تسعى إلى دخول القطاع الخاص وخفض النفقات والتخلص من الأقسام غير الأساسية وإعادة التركيز على التنويع المستدام.
الصناديق التحوطية
يؤكد JP Morgan أنّ اعتماد نهجٍ محايد لاختيار مديري الاستثمار ليس خياراً في الفترة المقبلة، حتّى (وخاصّةً) للمستثمرين على المدى الطويل. ويتوقّع UBS أن تلعب الصناديق التحوطية دوراً مهماً كمصدر تنويع في المحافظ متنوعة الأصول، بمساعدة ارتفاع أسعار الفائدة وتزايد العوائد في فئات الأصول التقليدية.
فريقنا من الخبراء الاستشاريّين موجود لمساعدتكم في اتخاذ قرارات مطّلعة حول استثماراتكم والتوزيع الاستراتيجي لأصولكم.
تواصلوا مع The Family Office اليوم لمعرفة كيفية التحضير للمستقبل.
إخلاء المسؤوليّة
تقدم لكم شركة The Family Office Co. BSC(c) - "The Family Office" هذا العرض لأغراض إعلامية فقط، ويحتوي على معلومات سرية وخاصة لا يجوز إعادة إنتاجها أو توزيعها أو استخدامها من قبل أي أطراف ثالثة بدون موافقة خطية مسبقة من The Family Office.
لم تدُقق أي معلومات أو أشكال أو حسابات أو رسوم بيانية أو تمثيلات رقمية أخرى واردة في هذا العرض علماً أنها قابلة لتغيير في أي وقت. بالإضافة إلى ذلك، بعض التقييمات (بما في ذلك تقييمات الاستثمارات) الظاهرة في هذا العرض قابلة للتغيير حيث أنها قد تستند إلى تقديرات أو أرقام تاريخية لا تعكس أحدث التقييمات. مع أن مصادر جميع المعلومات والآراء الواردة في هذا العرض تعتبر موثوقة بحسن نية، لا يقدم أي تعهد أو ضمان، معبر أو ضمني، فيما يتعلّق بدقّتها أو اكتمالها. ليست المعلومات الواردة هنا بديلة عن تحقيق العناية الواجبة. لا يعتبر الأداء السابق مؤشراً أو ضامناً لأداء المستقبل. تعتبر الجداول الزمنية للخروج، والأسعار والتوقعات المتعلقة بها تقديرات فقط. وقد يحدث الخروج قبل أو بعد ما هو متوقّع، أو بتقييم أعلى أو أقلّ، مشروطاً، كمثال وليس للحصر، بافتراضات معينة والأداء المستقبلي المتعلّق بالوضع المالي والتشغيلي لكل شركة والظروف الاقتصادية العامة.
لا تقدّم The Family Office أي تعهد أو ضمان، معبر أو ضمني، فيما يتعلّق بأي إحصائيّات أو بيانات مالية تاريخية أو حالية. سواء كان مصدرها The Family Office من خلال أبحاث خاصة أو غيره. فيما يتعلق بأي من تلك الإحصاءات أو البيانات المقدمة أو المتاحة من قبل أو نيابة عن The Family Office، (أ) يتحمل المستثمر كامل المسؤولية لإجراء تقييمه الخاص لمدى أهمية المعلومات النسبية وسلامة المصدر و(ب) ليس لدى المستثمر أي مطالبة ضد The Family Office.
تُحوّل أيّ مبالغ بعملة غير الدولار الأمريكي حسب أسعار الصرف السائدة في السوق كما حسبتها The Family Office أو مزودي الخدمة لديها وقد تختلف أسعار البنوك. تعتبر الأسعار إرشادية فقط ولا تعكس استعداد The Family Office لعقد صفقات مع أطراف أخرى بناءً عليها.
تشكل بعض المعلومات الواردة في هذا العرض "بيانات تطلعية"، والتي يمكن تحديدها باستخدام كلمات مثل "يجوز" أو "سوف" أو "يجب" أو "يتوقع" أو "يُنتظر" أو "مشروع" أو "خطط" أو "تقديرات" أو "النية" أو "المتابعة" أو "الاعتقاد" أو عكسها بصيغة النفي أو بدائل لها أو مصطلحات مماثلة. حيث يحتوي هذا العرض على توقعات أو أهداف أو خطط أو بيانات تطلعية أخرى. تخضع تلك البيانات التطلعية بطبيعتها لمخاطر معروفة ومجهولة متعلقة بأعمال تجارية واقتصادية وتنافسية وتنظيمية وغيرها وأوضاع طارئة وعدم يقين، معظمها يصعب التنبؤ به وخارج عن سيطرة The Family Office مما قد يسبب اختلافاً مُهماً بين الأداء الفعلي أو النتائج المالية والتوقعات الأخرى المستقبلية وتوقعات الأداء أو النتائج أو الإنجازات المستقبلية في تلك البيانات التطلعية، بشكل معبر أو ضمني. يجب ألا يعتمد المستثمرون دون مبرر على تلك البيانات التطلعية. لا تلتزم The Family Office بتحديث أي بيانات تطلعية لتتوافق مع النتائج الفعلية أو التغيرات في توقعات The Family Office إلا إذا نص القانون المعمول به على ذلك.
لا تقدم The Family Office أي تعهد أو ضمان، معبر أو ضمني، فيما يتعلق بأي توقعات مالية. وفي ما يتعلّق بأي توقعات تم تسليمها أو إتاحتها من قبل أو نيابةً عن The Family Office (أ) تضمن محاولة تقديم مثل هذه التوقعات بطبيعتها عدم اليقين و(ب) يعتبر المستثمر عدم اليقين أمراً مألوفاً و(ج) يتحمل المستثمر كامل المسؤولية لإجراء تقييمه الخاص لمدى اكتمال هذه التوقعات المقدمة ودقتها (د) ليس لدى المستثمر أي مطالبة ضد The Family Office.
يمثل هذا العرض ملخصاً لمعلومات معيّنة ويجب مراجعة مذكرة الطرح الخاص للشروط الكاملة وفهم الاستثمارات ومخاطرها بشكلٍ أكمل. بالإضافة إلى ذلك، لا يمثل هذا العرض عرضاً للبيع أو طلباً لشراء أي أداة أو منتج مالي آخر، ولا يمثل التزاماً من قِبَل The Family Office لتقديم مثل هذا العرض في الوقت الحاضر أو إشارةً إلى استعداد The Family Office لعرضه مستقبلاً.
[1] Euromonitor International - https://www.euromonitor.com/article/global-inflation-tracker-q3-2022-inflation-may-have-peaked-but-energy-prices-continue-to-cause-headwinds
[2] UBS - https://www.ubs.com/microsites/nobel-perspectives/en/latest-economic-questions/finance-economics/articles/changes-retirement-savings-rules.html